لقد حاولوا أن يذوبوني كقطعة سكر في فنجان شاي ساخن… ولكنني ما زلت موجودًا رغم كل شيء.
- أرض البرتقال الحزين ، غسان كنفاني
❖ عن الكاتب والكتاب:
رواية “أرض البرتقال الحزين” هي واحدة من أعمق وأصدق ما كتب غسان كنفاني، الكاتب الفلسطيني الذي لم يكن مجرد أديب، بل كان شاهداً على الجرح الفلسطيني، وسفيراً للألم والحنين والشتات.
نُشرت الرواية لأول مرة عام 1962، وهي ثاني عمل سردي له بعد “موت سرير رقم 12”، وتأتي ضمن مجموعة قصصية تحمل نفس الاسم.
غسان كنفاني، المولود في عكا عام 1936، والراحل اغتيالاً في بيروت عام 1972، هو أحد أبرز رموز الأدب الفلسطيني المقاوم. جمع بين الصحافة، الرواية، القصة القصيرة، والنقد الأدبي، وكانت أعماله دائمًا محمّلة بالشجن الوطني، والحس الإنساني العميق.
كتب عن فلسطين لا كأرض فقط، بل كوطن حيّ داخل القلوب، يُسكن الذاكرة، ويقود اللغة نحو اشتعالها الأبدي.
❖ موضوع الرواية:
“أرض البرتقال الحزين” ليست رواية تقليدية، بل هي مجموعة قصصية من تسع قصص قصيرة، كل واحدة منها تمثل زاوية مختلفة من المعاناة الفلسطينية، ولكنها جميعًا تتشارك في الخيط الروحي نفسه: النكبة، التشريد، الهوية، والحنين الموجع.
تحمل القصة التي تحمل اسم الكتاب ثقلًا رمزيًا كبيرًا، حيث يُستخدم البرتقال كرمز للأرض، للمكان، وللطفولة التي صودرت.
في هذه القصة، نتابع سيرة عائلة فلسطينية بعد تهجيرها القسري من يافا، ونعيش تفاصيل الانكسار اليومي الذي يواجهه الفلسطيني حين يُقلَع من أرضه ويُجبر على العيش كلاجئ في وطنٍ لم يعد يملكه.
الرواية ليست مجرد وصف لمأساة وطن، بل هي صوت داخلي متشظٍ، يحاول أن يفهم كيف تحوّل الطفل إلى رجل يحمل على كتفيه إرث المنفى، وحلم العودة، وهمّ الذاكرة.
تمتزج اللغة بالسرد الذاتي، وتتشابك القصص ما بين الحنين، والخذلان، والانكسار الداخلي الذي يعيشه الإنسان المهجّر في أرضٍ لا تعرفه.
كما تُعالج الرواية ببراعة فكرة فقدان البراءة، إذ يتحول الطفل في قصة “أرض البرتقال الحزين” من مجرد مشاهد للأحداث إلى مشارك فيها، يتلقى صدمة فقدان الوطن كما لو أنه فقد أمًا لا تعوّض.
ما يميز الرواية أن الألم فيها ليس صراخًا، بل همسًا متكررًا، يتغلغل في القلب ويترك ندبة. لا توجد محاضرات سياسية مباشرة، بل سرد إنسانيّ ينقل الحقيقة كما هي، عارية، دامعة، لا تطلب شيئًا سوى أن تُفهم.
❖ تحميل رواية أرض البرتقال الحزين PDF
